غزة - الوكالات
حذف موقع "إنستغرام" الحساب الموثق للصحفي الغزّي الراحل صلاح الجعفراوي، الذي كان يحظى بمتابعة تتجاوز 4.5 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم.
وأفاد ناشطون بأن الحساب، الذي كان يوثّق لحظة بلحظة مأساة غزة بالصوت والصورة، اختفى بشكل مفاجئ من المنصة، في وقت أظهرت فيه أرشيفات موقع Wayback Machine — أكبر مكتبة رقمية توثق محتوى الإنترنت — أن النسخ المؤرشفة للحساب تم حذفها أو تعطيلها بالكامل، ما أثار تساؤلات حول وجود محاولة منظمة لطمس الأثر الرقمي لتوثيق الجرائم بحق الفلسطينيين.
وكان الجعفراوي، الذي لمع اسمه خلال العامين الماضيين بتغطيته الجريئة والمباشرة من قلب الميدان، قد واجه حملات متكررة من التضييق والحجب من قبل المنصات الرقمية بسبب محتواه المناصر لغزة وكشفه لجرائم الاحتلال. وقد استُشهد أمس برصاص مجموعة مسلحة يُعتقد أنها تعمل بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية.
ويرى مراقبون أن حذف حسابه وإزالة أرشيفه الرقمي يمثلان "خطوة خطيرة في مسار محو الذاكرة الفلسطينية من الفضاء الإلكتروني"، معتبرين أن ما يجري هو امتداد للعدوان الميداني بأسلوب رقمي يستهدف إسكات الشهود وطمس الأدلة على جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة.
وقد أعلن الأحد الماضي استشهاد الصحفي الغزي صلاح الجعفراوي برصاص مجموعة مسلحة يُعتقد أنها متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي، أثناء قيامه بتغطية الأحداث الميدانية في القطاع.
ويُعرف الجفراوي بتوثيقه المستمر للانتهاكات الإسرائيلية من على خطوط التماس، وقد حظي بمتابعة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان صوّره وتقاريره بمثابة شاهد حي على مأساة غزة.
هذا الحادث يأتي في ظل تصاعد استهداف الصحفيين الفلسطينيين ومحاولات التضييق على وسائل الإعلام المستقلة، فيما وصف مراقبون استشهاد الجفراوي بأنه خسارة كبيرة للعمل الصحفي الحر وللتوثيق الرقمي للانتهاكات.
وأضاف المراقبون أن استهداف الجفراوي يمثل جزءًا من محاولات أوسع لإسكات الأصوات الموثقة للجرائم الإسرائيلية في غزة، محذرين من أن استمرار مثل هذه الاعتداءات يهدد حرية الصحافة ويزيد من صعوبة توثيق الأحداث الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية.